تفسير آية الكرسى

بسم الله الرحمن الرحيم
( الله لا اله الا هو ) :
أى أنه لا يستحق العبادة سوى الله والعبادة هنا هى نهاية التذلل لله أو بعبارة أخرى غاية الخشوع والخضوع لله تعالى .
( الحى القيوم ) :
وصف الله نفسه بأنه حى وحياة الله أزلية لا بداية لها وأبدية لا نهاية لها ليست حياة مركبة من روح ودم وجسد حياة الله ليست كحياة المخلوقات ، ووصف نفسه بأنه قيوم أى أنه مستغن عن كل شئ أو كل شئ يحتاج اليه فالله لا ينتفع بطاعه الطائعين ولا يتضرر بمعصيه العصاة وكفر الكافرين فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها ولن يضر الله شئ وما الله بظلام للعبيد .
( لا تأخذه سنة ولا نوم ) :
أى لا يصيبه نعاس ولا نوم لأنه منزه عن التطور والتغير والانفعال فالذى يوصف بالنعاس والنوم يوصف بالتعب والمرض والموت ومن كان كذلك لا يكون خالقا بل يكون مخلوقا .
( له ما فى السماوات وما فى الأرض ) :
أى أن الله مالك كل ما فى السماوات والأرض من ذوى العقول كالملائكة والانس والجن وغير ذوى العقول كالبهائم والجمادات فالله سبحانه وتعالى هو مالك الملك هو المالك الحقيقى لكل هذا العالم وهو الحاكم المطلق والآمر الناهى الذى لا ءامر له ولا ناهى له .

[size=24]
[size=24]( من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه ) :

أى لا أحد يشفع عند الله الا اذا أذن الله له فيوم القيامه الملائكة يشفعون لبعض عصاة المسلمين وكذلك يشفع الأنبياء والشهداء والعلماء العاملون ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى ) رواه أبو داود وغيره .
أما الكفار فلا يشفع لهم أحد بدلالة قوله تعالى : ( ولا يشفعون الا لمن ارتضى ) .
أى لا يشفع الشفعاء الا لمن مات على الايمان .
[size=24]( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء ) :[/size]
أى أن أهل السماوات الملائكة وأهل الأرض جميعهم من انس وجن لا يحيطون بشئ من علم الله الا بما شاء أى الا بالقدر الذى علمهم الله تعالى اياه ،
قال تعالى : ( علم الانسان ما لم يعلم ) .
[size=24]( ولا يؤوده حفظهما ) :

أى لا يتعب الله حفظ السماوات والأرض لأن الأشياء ههينه على الله فكما أن خلق الذرة هين على الله فخلق السماوات السبع والكرسى والعرش هين على الله ، لا يصعب على الله شئ ولا يصيبه تعب وفى ذلك تكذيب لليهود حين قالوا ان الله تعالى تعب بعد خلق السماوات والأرض فاستلقى ليستريح يوم السبت والعياذ بالله تعالى ، فرد عليهم فى القرآن بقوله : ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما فى ستة أيام وما مسنا من لغوب ) ، أى ما مسنا من تعب .
[size=24]( وهو العلى العظيم ) : [/size]

أى أن الله عالى القدر وليس المقصود علو المكان لأن الله تعالى منزة عن الجهة والمكان بل المقصود أنه أعلى من كل شئ قدرا وأقوى من كل قوى وأقدر من كل قادر ....

تم بحمد الله
أختكم فى الله
[/size]
[/size]سومه